الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **
- روى ابن ماجه في "سننه [ص 51]" حدثنا عمرو بن رافع ثنا عبد اللّه بن المبارك عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن بلال أنه أتى النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يؤذنه لصلاة الفجر، فقيل: هو نائم، فقال: الصلاة خير من النوم. الصلاة خير من النوم، فأقرَّت في تأذين الفجر، فثبت الأمر على ذلك، انتهى. - حديث آخر، روى ابن خزيمة في "صحيحه" والدارقطني [ص 90] ثم البيهقي [ص 423] في "سننهما" من حديث محمد بن سيرين عن أنس، قال: من السنة إذا قال المؤذن في أذان الفجر: حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، قال: الصلاة خير من النوم، انتهى. قال البيهقي: إسناده صحيح. - حديث آخر، روى ابن أبي شيبة في "مصنفه" حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن عطاء عن أبي محذورة أنه أذن لرسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ وأبي بكر. وعمر، فكان يقول في أذانه: الصلاة خير من النوم، انتهى. وأخرجه أبو داود عن الحارث بن عبد اللّه. - حديث آخر، أخرجه الطبراني في "معجمه الوسط" عن عمرو بن صالح الثقفي ثنا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة، قالت: جاء بلال إلى النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يؤذنه لصلاة الصبح فوجده نائمًا، فقال: الصلاة خير من النوم، فأقرت في أذان الصبح، انتهى. - حديث آخر، روى البيهقي في "المعرفة [وفي "السنن الكبرى" ص 423 - ج 1]" عن الحاكم بسنده إلى الزهري عن حفص بن عمر بن سعد المؤذن أن سعدًا كان يؤذن لرسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال حفص: فحدثني أهلي أن بلالًا أتى النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يؤذن لصلاة الفجر، فقالوا: إنه نائم، فنادى بأعلى صوته: الصلاة خير من النوم، فأقرت في صلاة الفجر، انتهى. وقال: هذا مرسل حسن، والطريق له صحيح، قال في "الإمام": وأهل حفص غير مسمين، فهم مجهولون. - حديث آخر، رواه ابن ماجه أيضًا، حدثنا محمد بن خالد بن عبد اللّه الواسطي ثنا أبي عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ استشار الناس لما يهمهم إلى الصلاة، فذكر البوق، فكرهه من أجل اليهود، ثم ذكروا الناقوس، فكرهه من أجل النصارى، فأُرِيَ النداء تلك الليلة رجل من الأنصار، يقال له: عبد اللّه بن زيد. وعمر بن الخطاب، فطرق الأنصاري رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ فأمر عليه السلام بلالًا فأذن به، قال الزهري: وزاد بلال في نداء صلاة الغداة: الصلاة خير من النوم، فأقرها رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال عمر: يا رسول اللّه قد رأيت مثل الذي رأى، ولكنه سبقني، انتهى. قال في "الإمام": ومحمد بن خالد هذا تكلم فيه. - حديث آخر، في حديث أبي محذورة عند أبي داود، قلت: يا رسول اللّه علمني سنة الأذان، وفي آخره: فإن كان صلاة الصبح، قلت: الصلاة خير من النوم. الصلاة خير من النوم، اللّه أكبر. اللّه أكبر، لا إله إلا اللّه، ورواه ابن حبان في "صحيحه" في النوع الرابع والسبعين، من القسم الأول. - حديث آخر، روى أحمد في "مسنده [ص 43 - ج 4.]" حديث عبد اللّه بن زيد من طريق محمد بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عبد اللّه بن زيد بن عبد ربه، فذكره بنحو أبي داود، وزاد في آخره: ثم أمر بالتأذين، فكان بلال يؤذن بذلك، ويدعو رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ إلى الصلاة، قال: فجاء ذات غداة فدعاه إلى الفجر، فقيل له: إن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ نائم، فصرخ بلال بأعلى صوتِهِ: الصلاة خير من النوم، قال سعيد: فأدخلت هذه الكلمة في التأذين إلى صلاة الفجر، انتهى. وقد تقدم في حديث أذان الملك النازل من السماء، وتقدم قول الحاكم في "المستدرك": أمثَلُ الروايات في حديث عبد اللّه بن زيد رواية سعيد بن المسيب، وهو خلاف ما قاله غيره، فإن ابن إسحاق لم يصرح فيه بالتحديث من الزهري، فبقي فيه شبهة التدليس، قاله الشيخ في "الإمام". - الحديث الرابع: روي أن الملك النازل من السماء - أقام بصفة الأذان "يعني مثنى مثنى" وزاد: بعد الفلاح، قد قامت الصلاة مرتين، قلت: رواه أبو داود في "سننه [في "باب كيف الأذان" ص 82، وأحمد في "مسنده" ص 246، والبيهقي في "سننه" ص 296 - ج 2 مختصرًا، وقال: عبد الرحمن لم يدرك معاذًا، وسيأتي الحديث ص 349]" من حديث المسعودي عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل، قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، وأحيل الصيام ثلاثة أحوال، إلى أن قال: فجاء عبد اللّه بن زيد، رجل من الأنصار، وقال فيه: فاستقبل القبلة "يعني الملك"، وقال: اللّه أكبر. اللّه أكبر، أشهد أن لا إله إلا اللّه، أشهد أن لا إله إلا اللّه، أشهد أن محمدًا رسول اللّه، أشهد أن محمدًا رسول اللّه، حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، اللّه أكبر. اللّه أكبر، لا إله إلا اللّه، ثم أمهل هُنيّة، ثم قام، فقال مثلها، إلا أنه زاد بعد ما قال: حيّ على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، قال: فقال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: "لقنها بلالًا" فأذن بها بلال، مختصر. ورواه أيضًا عن شعبة عن عمرو بن مرة، قال: سمعت ابن أبي ليلى، قال: حدثنا أصحابنا أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال: "لقد أعجبني أن تكون صلاة المسلمين أو المؤمنين واحدة، حتى لقد هممت أن أبث رجالًا في الدور ينادون الناس بحيْن الصلاة، وحتى هممت أن آمر رجالًا يقومون على الآطام ينادون بحيْن الصلاة، حتى نقسوا [أي ضربوا بالناقوس.] أو كادوا أن ينقسوا، فقال: فجاء رجل من الأنصار، فقال: يا رسو ل اللّه إني لما رجعت - لما رأيت من اهتمامك - رأيت رجلًا كأن عليه ثوبين أخضرين، فقام على المسجد، فأذن، ثم قعد قعدة، ثم قام فقال مثلها، إلا أنه يقول: قد قامت الصلاة، ولولا أن يقول الناس: قال ابن المثنى، أن يقولوا، لقلت: إني كنت يقظان غير نائم، فقال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: "لقد أراك اللّه خيرًا، فمر بلالًا فليؤذن"، فقال عمر: أما إني قد رأيت مثل الذي رأى، ولكن لما سبقت استحيت، قال: وحدثنا أصحابنا، قال: كان رجل إذا جاء يسأل فيخبر بما سبق من صلاته، وأنهم قاموا مع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ من بين قائم وراكع وقاعد ومصل مع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال: "فجاء معاذ، فأشاروا إليه، قال: فقال معاذ: لا أراه على حال إلا كنت عليها، قال: فقال: إن معاذًا قد سن لكم سنة كذلك فافعلوا، مختصر، وأخرجه الدارقطني في "سننه" عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جَبَل نحوه، قال البيهقي في "كتاب المعرفة": حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى قد اختلف عليه فيه، فروى عنه عن عبد اللّه بن زيد [عند الطحاوي: ص 79، والدارقطني: ص 89، والبيهقي: ص 421 - ج 1، والترمذي في "باب ما جاء أن الإقامة مثنى مثنى" ص 27] وروى عنه عن مَعَاذ بن جَبَل، وروى عنه، قال: حدثنا أصحاب محمد، قال ابن خزيمة: عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، ولا من عبد اللّه بن زيد، وقال محمد بن إسحاق: لم يسمع منهما ولا من بلالٍ، فإن معاذًا توفي في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، وبلال توفي بدمشق سنة عشرين، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ولد لِسِتٍ بقين من خلافة عمر، وكذلك قاله الواقدي. ومصعب الزبيري، فثبت انقطاع حديثه، انتهى كلامه. وقال المنذري في "مختصره": قول ابن أبي ليلى: حدثنا أصحابنا [قوله: أصحابنا، قلت: بهذا اللفظ في رواية الطحاوي: ص 80، وأبي داود ص 81، واللّه أعلم.] إن أراد الصحابة، فهو قد سمع جماعة من الصحابة، فيكون الحديث مسندًا، وإلا فهو مرسل، انتهى. قلت: أراد به الصحابة، صرح بذلك ابن أبي شيبة في "مصنفه [ابن أبي شيبة في "مسنده" ص 136، والطحاوي في: ص 79، وص 80، والبيهقي: ص 420 - ج 1، وفي مصنف ابن أبي شيبة ص 145، وكيع ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى، قال: نا أصحاب محمد أن بلالًا أذن مثنى، وأقام مثنى، وقعد قعدة "أي بين الأذان والإقامة")]" فقال: حدثنا وكيع ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: حدثنا أصحاب محمد ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أن عبد اللّه بن زيد الأنصاري جاء إلى النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فقال: يا رسول اللّه رأيت في المنام كأن رجلًا قام، وعليه بردان أخضران، فقام على حائط، فأذن مثنى مثنى، وأقام مثنى مثنى، انتهى. وأخرجه البيهقي في "سننه" عن وكيع به، قال في "الإمام [وقال ابن حزم في "المحلى" ص 158 - ج 3: وهذا إسناد في غاية الصحة من إسناد الكوفيين، اهـ.]": وهذا رجال الصحيح، وهو متصل على مذهب الجماعة في عدالة الصحابة، وأن جهالة أسماءهم لا تضر.
|